سيرة حياة الكاتب الفرنسي أونوريه دي بلزاك
أونوريه دي بلزاك (20 مايو 1799 – 187 أغسطس 1850): روائي فرنسي، أسس مع فلوبير الواقعية في الأدب الأوروبي. وعمله الأساسي – المجموع تحت عنوان "الكوميديا الإنسانية" – يمثل بانوراما عريضة للمجتمع الفرنسي خلال الفترة 1815 – 1848.
وقد بدأ نتاج بلزاك الأدبي بلوحات سردية عن موضوعات أدبية واجتماعية متنوعة. وصدر له "مشاهد من الحياة الخاصة" عام 1829 (حكايات مكتوبة من خلال عين صحفي)، حيث لقي تجاوبًا كبيرًا، وعثر فيه بلزاك على صوته الخاص. وتقدم روايته "الأب جوريو" حكاية الملك لير في باريس العشرينيات، ليهاجم مجتمعًا لا يعرف من الحب سوى حب المال. وقد قامت رواياته على رؤية التراتبات الاجتماعية والسياسية للنظام القديم وقد حلت محلها أرستقراطية مزعومة للمحاباة، والمحسوبية والثروات التجارية، وحيث "الكهانة الجديدة" لجرال المال تملأ الفراغ الذي خلفه انهيار الدين النظامي. "لم يتركوا للأدب سوى السخرية في عالم انهار"، كما لاحظ في مقدمة أحد أعماله.
ومن أعماله الأقصر، أصدر "الأوهام الضائعة" (1843)، و"مباهج ومآسي العشيقات" (1847)، و"العم بون" (1847)، و"العمة البيت" (1848).
وكان بلزاك يكتب لمدة 15 ساعة يوميًا، مع عدد بلا حصر من أكواب القهوة السوداء. ويتألف عمله الصرحي "الكوميديا الإنسانية" من 95 عملاً مكتملاً (قصص، وروايات ومقالات تحليلية) و48 عملاً غير مكتمل (أو لا وجود سوى لعنوانه)، دون أن يتضمن مسرحياته الخمس أو مجموعة حكاياته الساخرة "حكايات طريفة". ومن بين أعمال "الكوميديا الإنسانية": "جوبسيك" (1830 – رواية قصيرة)، "أوجيني جرانديه" (1833)، "الأب جوريو" (1835)، "الأوهام الضائعة" (1837-1843)، "العمة بيت" (1846)، "مباهج ومآسي العشيقات" (1857)، أما في مجال المسرح، فقد كتب بلزاك "كرومويل" (1820)، "موارد كينولا" (1842)، "باميلا جيرو" (1843)، "زوجة الأب (1848)، "ميركاديه أو العامل" (1848).
بعد وفاته، تم الاعتراف به كأحد آباء الواقعية في الأدب. وعمله الصرحي "الكوميديا الإنسانية" يمثل محاولة لفهم وتصوير وقائع الحياة لدى بورجوازية فرنسا المعاصرة، حيث الطبقة والمال والطموح الشخصي هم اللاعبون الأساسيون. لقد قاد الرواية الأوروبية بعيدًا عن تأثيرات والتر سكوت ومدرسة جوته، بكشف إمكانية رواية الحياة الحديثة بصورة حيوية. وقد تأثر به مباشرةً موباسان وفلوبير وزولا، من الجيل التالي له، فيما اعترف مارسيل بروست بتأثيره عليه. لقد أدخل بلزاك "السياق الاجتماعي" إلى الرواية، ذلك السياق الذي لم يدركه الرومانتيكيون الذين عكفوا على العالم الداخلي للفرد.
من كتاب "شارل بودلير: الأعمال الكاملة" لرفعت سلام.
من كتاب "شارل بودلير: الأعمال الكاملة" لرفعت سلام.
تعليقات
إرسال تعليق