سيرة حياة الكاتب والسياسي الفرنسي شاتوبريان

سيرة حياة الكاتب والسياسي الفرنسي شاتوبريان


فرانسوا ريني دي شاتوبريان (4 سبتمبر 1768 – 4 يوليو 1848): كاتب وسياسي فرنسي. ينتمي إلى إحدى العائلات الأرستقراطية العريقة. مُنح رتبة "رائد – كابتن" وهو في التاسعة عشرة من عمره. ولدى إقامته بباريس عام 1788 ابتدأ حياته الأدبية بكتابة قصائد في "تقويم ربات الشعر".
ولدى قيام الثورة الفرنسية، يبتعد عن فرنسا إلى "العالم الجديد". يجول طوال عام في غابات أمريكا الشمالية، وهو يحيا مع السكان الأصليين، ويُعد قصيدته "الناتشز". ويعود عام 1792 فيلتحق بجيش المهاجرين، ويصاب في المعركة، ويُنقل محتضرًا إلى جيرسي، لتكون نهاية عمله العسكري.

يعيش في لندن في حالة فقر، فيُضطر إلى إعطاء دروس للغة الفرنسية، والقيام بترجمات للمكتبات. وهناك ينشر عمله الأول "دراسة للثورات القديمة والحديثة في علاقتها بالثورة الفرنسية"، حيث يعبر عن أفكار سياسية ودينية مغايرة للأفكار التي سيتبناها فيما بعد. ولدى عودته إلى فرنسا عام 1800، يدير "ميركير دي فرانس" لعدة أعوام وينشر فيها "أتالا" وهو عمل إبداعي أصيل سيثير الإعجاب في كل مكان. وفي نفس الفترة، يكتب "رونيه"، وهو عمل مستمد من كآبة حالمة، سيصبح نموذجًا للكتاب الرومانتيكيين. وفي هذا العمل، يرصد الحب الطاهر لكن العنيف والمشبوب الذي ربطه بأخته لوسيل، التي لقبها في الرواية بالساحرة. وفي العام التالي، ينشر "عبقرية المسيحية" الذي يؤشر على العودة إلى الدين بعد الثورة.

وخلال عام 1806 يقوم بجولة إلى اليونان وآسيا الصغرى وفلسطين ومصر، للإعداد لملحمة مسيحية. ولدى عودته، عكف على كتابة "الشهداء"، نوع من ملحمة نثرية لن تُنشر إلا عام 1809. والملاحظات التي جمعها الكاتب خلال رحلته ستشكل مادة كتابه "رحلة من باريس إلى القدس" (1811). وفي نفس العام، انتُخب شاتوبريان عضوًا بالأكاديمية الفرنسية، ولكنه إذ انتقد في خطاب الاستقبال ممارسات معينة للثورة لم يُسمح له بشغل مقعده.

وتلاطمت به التغيرات السياسية صعودًا وهبوطًا، خلال السنوات العشر التالية، فعُين وزيرًا ثم أقيل، واتجه إلى المعارضة، ثم عُين وزيرًا لفرنسيا ببرلين ثم سفيرًا في إنجلترا، فوزيرًا للخارجية، فالمعارضة من جديد بعد طرده من المنصب، فإلى السفارة الفرنسية في روما، فالاستقالة، فالعودة مديرًا ظهره تمامًا للسياسة، معتزلاً في بيته. وفكره وممارساته السياسية تبدو مليئة بالتناقضات، حيث كان يريد في آنٍ واحد أن يكون صديق الملكية الشرعية والحرية، مدافعًا بالتبادل عنهما.

ويُعتبر شاتوبريان أب الرومانتيكية في فرنسا. فوصفه للطبيعة، وتحليله لمشاعر الأنا، تحولا إلى نموذج لجيل الكتاب الرومانتيكيين.

من كتاب "شارل بودلير: الأعمال الكاملة" لرفعت سلام.

تعليقات