إسكندر شلفون1881 – 1934
ولد إسكندر شلفون في القاهرة عام 1881، وكان والده بطرس شلفون، اللبناني الأصل، يجيد العزف على العود، ووالدته تتقن العزف على آلتي القانون والعود، فنشأ إسكندر شلفون في بيت يهوى الموسيقى، مما فتّح موهبته الموسيقية في سن مبكرة، فبادر والده إلى تعليمه أصول الموسيقى وقواعدها، كما علّمه الضرب على مختلف الآلات الموسيقية كالكمان والعود والقانون.
بدأ إسكندر شلفون حياته الموسيقية بتلحين روايات لجمعية تمثيل، وتعليم تلاميذها، كما كان يدوّن ألحان الشيخ سلامة حجازي بالنوتة الموسيقية ممّا ساعده على التدرّج في العلوم الموسيقية وفهم قواعد وأسرارها. أنشأ في القاهرة مدرسة خاصة للموسيقى أسماها "روضة البلابل" ودعاها فيما بعد "المعهد الموسيقيّ المصري"، الذي علّم فيه الموسيقى العربية والنوتة والعزف على مختلف الآلات الموسيقية. وقد ضمّ هذا المعهد مكتبة لبيع الكتب والمطبوعات والآلات الموسيقية.
في عام 1920، أصدر إسكندر شلفون مجلّته الفنية "روضة البلابل" وكان ينشر فيها الموشّحات والأدوار مدوّنة بالنوتة الموسيقية. لم تلاق هذه المجلة التشجيع والتقدير من الجمهور. فاضطر إلى إيقاف إصدارها وإغلاق معهده باحثًا عن رزقه في التلحين والعزف على العود.
زار هذا الفنان بعض البلدان العربية، وأحيا فيها الحفلات الغنائية ناشرًا الموسيقى العربية، خاصة في تونس والجزائر حيث مكث مدة ثلاث سنوات، وحاز على وسام تقدير من حاكم تونس. كما سافر إلى باريس وناقش هناك كبار الموسيقيين في أسرار الموسيقى العربية وفنونها، فلاقى استحسانًا وتقديرًا.
عام 1932 زار إسكندر شلفون لبنان وسوريا حيث أقام بعض الحفلات، ولكنه لم يحصل على مؤازرة الفنانين له فخاب ظنه. وبالرغم من ذلك، فضّل البقاء وإقامة الحفلات الموسيقية متحملاً حياة العوز والحرمان إلى أن حاول المرحوم الأستاذ وديع صبرا، مؤسس ومدير المعهد الموسيقي الوطني آنذاك، تعيينه أستاذًا في المعهد. ولكنه لم يفلح لأسباب قاهرة، مما زاد من ألم الفنان، فعمل عازف عود في مقهى "كوكب الشرق" ببيروت.
يعتبر إسكندر شلفون دائرة معارف في الموسيقى العربية لمعلوماته الغزيرة، وثقافته الواسعة، من حيث التضلّع بالأوزان وبأسرار المقامات العربية، وبالتلحين والتأليف والعزف على أكثر من آلة موسيقية.
ألّف إسكندر شلفون عدة كتب في الثقافة الموسيقية، فترجم عن الفرنسية، التي أتقنها، القسم الأول في الموسيقى العربية من دائرة المعارف الموسيقية كما ترجم بضع روايات تمثيلية. كان ينظم شعر أغانيه ويلحّنها شأن قدماء الموسيقيين اليونانيين وبعض موسيقي عصر النهضة الحديثة، كالشيخ أحمد أبي خليل القبّاني، كامل الخلعي، الشيخ درويش الحريري والشيخ سيد درويش.
وبالرغم من كون إسكندر شلفون عالمًا وباحثًا موسيقيًا أكثر من عازفًا وملحنًا، فقد كتب أوبرا أسماها "السبايا".
توفي إسكندر شلفون عام 1934 وكان ضحية انهيار حدث في مكان عمله في بيروت "كازينو كوكب الشرق".
من كتاب "موسوعة أعلام الموسيقى حياتهم وآثارهم" - تأليف: د. ليلي مليحة فياض.
تعليقات
إرسال تعليق